Rustin Spencer Cohle

“I think human consciousness is a tragic misstep in human evolution. We became too self aware; nature created an aspect of nature separate from itself. We are creatures that should not exist by natural law. We are things that labor under the illusion of having a self, a secretion of sensory experience and feeling, programmed with total assurance that we are each somebody, when in fact everybody’s nobody. I think the honorable thing for our species to do is deny our programming, stop reproducing, walk hand in hand into extinction, one last midnight, brothers and sisters opting out of a raw deal.” Rustin Spencer Cohle

12/07/2013

ليالي الكوافير 6




الخلفاوي:
-       التين الشوكي ده بيتزرع في حتت معينة ومسيطر عليها بقى حضرتك الوحوش بتوع السوق، انا اقولك اهو اني بعتها من يدوب كام سنة بعشرة صاغ، بس هعمل ايه يعني .. اهو مش هعرف أخسر. زيه زي الدرة السنة دي، طالعين حاميين، بس هينزل على شهر تسعة. صباحك احلى من عيونك..
-       قولوا لعين الشمس متحماشي
أصل يعني يا أستاذة لو أتغمينا عنموت م القهر، وكفاية القهر اللي احنا فيه، العين بصيرة والأيد قصيرة، ومفيش بأيدينا حاجة نعملها، لا احنا قاعدين بنجزجز لب ولا بنتسلى، احنا بس اياك الناس عاوزانا نبطل حتى الغنوة .. بكفاية اللي شايفينه يعني، «شقق الكعوب ده مش م المشي في العصاري ع الكورنيش» ..
رمسيس:
"بت يا ناهد، بتعملي ايه يا بت؟
الله، يعني انتي شايفة شعري سايح ونايح، أتحريت ياما، القطر حر ياما ارحميني..
طيب مانا قلت لك متلبسيهاش من زمان انتي عملتي خضرة الشريفة ينخفي إسمك."


هناك،،،،
محمد: يا ستنا، الشعر الطويل محبوب، لو قصتيه هتزعلي عليه، أنا عارفك كويس، دي عشرة عشر سنيين يعني، وبعدين سرحيه مرة في الإسبوع وابقي تعالي أنا هسرحهولك وقت ما يقرفك أوي. لو قصتيه وزعلتي مش هيطول.
لأ، المدام فوق بقى مبقيتش تنزل، أهو الستات ملاعين يعني لامؤاخذة، إنتِ عارفاها ازاي كانت بعقلها ومستكينة قبل الجواز، دلوقتي مطلعة دين أمي، وإكمنها حامل فمطلعة دين أمي أكتر وأنا مش عارف أعمل إيه الحقيقة يعني، أنا مش ضعيف، بس أنا حاببها، وهي أتمكنت، أنا عارف ان بعد التمكينة دي، الفوقة بتبقى وحشة وممكن أطيح فيها .. بس مانيش عارف بقى، أهو بمزاجي وخلاص.
- مَي: إتمكنت منه وفرحان وهو بيقولك أوي، الحب الحب يا سي محمد،، أصل على رأي المووايل، العشق ماهوش هيّن، وهو غارقان في عسل الليل اللي بيطلع عليه بالنهار، عشان بس تبقى تسمع كلام أختك .. أنا قلت لك متغواش وى تسيّب الحبل للدرجة دي وكله بالعقل..

اهلا اهلا اهلا مدام چيزيل، منورة .. قومي يا أمل بقى ورينا شطارتك،،
بنت يا چيچي،، كومون ڤا تشي، وحشتيني خالص...... وماما عاملة ايه..

-مَي "في ودني": بتحبك أوي يا چيچي مدام چيزيل،،، 

من سنة، في نفس المكان: (طنط چيزيل):  أنا بقولك أهو يا بنتي، قدام مامتك وخالتك، إنت لازم تتجوزي مش عشان أي حاجة بيقولوها لك، لا عشان العيال ولا الحب ولا عشان الكلام الفارغ بتاع أهلك مش دايمين لك، ولا عشان بردوا لازم تعيشي مع حد .. كلنا نقدر نعيش لوحدنا، بس لازم تتجوزي عشان تبقي مع واحد، دي حاجة كلنا محتاجينها .. إن كان عليا، اقولك لو تعرفي تعيشي مع واحد شوية من غير جواز أعمليها، بس دي بلد تقرف .. وقدام مامتك أهو وأهي صاحبتي وفاهماني، متضيقيش على نفسك ...

******
آه، هو انا مش قلت لك إن محمد بيفكّر ينزلها تسلي نفسها معانا، أهي بقالها اسبوعين أهي.. والله ما عارفة لها الست دي، حيانا ببقى عاوزة اديها بالجزمة وحيانا بحس انها غلبانة يا عيني وشافت المر.
متقعدش معاكي غير لما تاكل ودانك عن العرسان اللي بيجولها والجواز وانها مرغوبة، وده بردوا بيضايق الزباين،، بينسكفوا ياختي انتي عارفة الناس تكره الرغي. يعني أخر واحد جايلها وجاية تحكي لنا عنه، الكلام يكسف والله. هو اصلا متجوز ومخلّف، بس عاوز يتجوزها على مراته عشان قال مراته شالت الرحم بعد ما جالها مرض وحِش وهو جه يقول لها إنه مش مستمتّع مع مراته عشان الموضوع ده ..
أنا الحقيقة عمري ما كنت أتصور إن أمل تسمح لروحها تاخد وتدي مع راجل في كلام من ده، غير إنه مقالش إنه مبيعرفش مع مراته مثلا، بس الإنّة اللي انا متأكدة منها انه بس عاوز واحدة أصغر من مراته، واهي أمل لسة متمتش خمسة وتلاتيين ..
أنا مرة سألتها إن كانت غاوية حد من اللي بتحكي عنهم ليل نهار دول، قالت أيوة طبعا، جيت اقول لها مين، قالت لي محمود إبن مدام شاهندة،، الظابط،، بسألها هو إتكلم عليكي، بتقول لي لأ،، اصل انا بحبه من طرف واحد ..
بذمتك ده محن نسوان ولا لأ!! .. سابت دول كلهم وراحة تقولك عيني ع الظابط، طيب اصلا هو انتي عينك عليه هتتقدمي له مثلا؟ البت بتعلق روحها في قصص في خيالها اكنها مراهقة. بس صحيح، هو الرحم بيأثر على حاجة يعني؟ مظنيش ولا إنتِ ايه رأيك؟

******
انا عارفة حضرتك، هما كانوا قالوا لي انهم هيسألوكي عن علاج مخفض أيام ما محمد جوزي كان عيان الله يرحمة. محمد ده والله اللي ما كان فيه زيه. أنا مش هتجوز تاني لعلم حضرتك يعني، أنا قررت أني أعيش لشمس إبني، عمه واصحاب اخواتي وناس كتير أوي جربت تحاول معايا بس فيه منهم كتير عاوزين الشقة، بس دي شقة شمس.

يعني عارفة أنا لسة من كام يوم جاي لي اتنين عرسان بس انا موافقتش، وأخر ما زهقت قلت انزل اتمشى ع الكورنيش، كنت لابسة الليجن ده، عارفة على قولة الليجن، أخويا أحمد مطلع عيني عشان بلبسه مع اني بلبس تونيك طويل عليه، ومسلّط شمس إبني يقول له لو شافني لابساه وخارجة لوحدي. أنا بهزأ الواد شمس وبقول له خد بالك خالك ده اصلا اصغر مني وملهوش كلمة عليا، بس بعدين أختي الكبيرة، مدام أم احمد، دي بعتبرها زي والدتي والله، قالت لي لأ مينفعش تقولي لشمس كدة، كدة هيحس انه مفيش حد يخاف منه، يعني لو عمل حاجة مش هتقدري تهدديه بخاله. رحت انا سمعت الكلام، لعلمك انا بسمه بردوا الكلام الصح، رحت قلت لشمس، نمثيل يعني، لا يا شمس متقولش لخالو عشان خاطري وانا مش هلبس الليجن، وعيطت والله بس مش تمثيل، اصل يا اختي قرفت من تدخلهم، ده مكانش عاوزني افرش السجادة النبيتي عشان قال الناس هتقول جوزها لسة ميت وفرشت السجادة..

المهم يا ستي كنت ع النيل والله وجه واحد قعد يحوم حواليا بالنص ساعة، وانا بقى معرفتش قصده، بس جه قاللي والله لو محتاجة حاجة انا جنبك، بس يعني انا قلت له بقولك ايه، سيبني لهمي يا اخويا .. وكملت تمشية..
اصل لعلمك في الليجن انا ببان صغيرة اوي، وانا خسيت .. ببان صغيرة.

******
تلاقيها كلت دماغك، معلش اصلها جديدة وكدة .. السشوار ده جديد من جارنا، أستاذ نادر - اللي عنده البوتيك اللي على أول الشارع - راجل نزيه من زمان وإكمنه رفيّع كدة فمبيكبرش، بس مراته اتبعجرت في نفسها. 

تعرفي؟ زمان بقى أمي حكِت لي إنه كان بيحب واحدة تانية قبل ما يتجوز ابلة فيفي، كان بيحب جارتهم، اللي هي أبلة مُنى، دي بقى كانت وتَكة ولِونة، كانت شبه سعاد حسني ونِغشة زيّها. كانت مقضيّة النهار والليل عند أستاذ نادر اصله ساكن في بيت عيلته يعني وكل البيوت كانت اصحاب هنا. كل الناس أصلا كانوا حذروه من أبلة مُنى، أصل كان واضح إنها عاوزة تتجوز واحد غَني.
بس يا ستي طبعا أبلة مُنى حَلقت له وإتجوزت الواحد الغني زي الأفلام وبعدين استاذ نادر عِرف أبلة فيفي، وإتجوزوا. بعد ييجي عشر سنيين كدة جوز أبلة مُنى مات، فرجعت تلاغي أستاذ نادر، وهو مدهول بردوا وبيندب على بوزه، كانت بتيجي له البيت وابلة فيفي مش موجودة، حتى الناس كلها كانت بتفتكر أبلة فيفي عارفة لأنه الوضع كان غريب. بس في الأخر بعدها ييجي بسنة كدة أبلة مُنى إتجوزت طيار ومبقيتش تيجي هنا الحتة خالص وأستاذ نادر بردوا مطلعش من مولد أبلة مُنى غير بكام ليلة. بس كانت ست لوز، وشفتها مرتين، كان باين عليها إنها بتاخد بالها من روحها .. بس أبلة فيفي حلوة والله ..

بس اصل الحب ده صعب اوي صدقيني، يعني الواحد ازاي يقدر يقاوم حد بيحبه طول عمره، ماهو بيحب ابلة فيفي بردوا بس ابلة منى كانت حب عمره يعني. اصل يعني عادي الناس تحب كذا بني ادم مش مشكل.

******
أستنى أما أشغلّك المهرجانات انا عارفة انك بتحبيهاـ شغلي يا أمل هاتي بوسة يا بت، جنبك.

أهي البوسة دي بردوا قصة. يعني مش اي واحدة ممكن تبوس اي واحد البوسة التمام، ده فيه بنات بتبقى مقضياها تقفيش وتفعيص من فوق الهدوم، بس مش بسهولة كدة تبوس البوسة اللي هيا يعني، اصل البوس كيف في الحب لازم له شوق .. كمان البنات خلاص بقوا فاهمين كل حاجة، يعني فيه حاجات بيعملوها للكيف وفيه حاجات للحب .. زي لامؤاخذة في العلاقات، مش يعني كل حاجة بتبقى خبط لزق، اصل لو الإتنين بيحبوا بعض الموضوع بيبقى مليان عواطف كدة .. ميمنعش يعني يبقى فيه حاجات تانية .. كان فيه زبونة هنا بتخلي جوزها يضربها بكيفها، ولية مجنونة ..

على سيرة العلاقات، كان عندنا قرايب م الفرع المضروب بالنار في العيلة، جه عليهم وقت الفقر نهش كل حاجة فيهم والله، كنا بنحاول نساعدهم بس مهما عملنا الحالة كانت اصعب من المساعدة الراجل اصله كان جاله سرطان ومبيشتغلش، المهم يعني البنت منار بنتهم دي من دوري، كانت بتقولي انها بتسمع ابوها وامها وهما يعني لامؤاخذة، كانوا ساكنيين في أوضة وصالة كدة، البت كانت حافظة اصلا ابوها وأمها بيعملوا كدة أمتى، دي حتى كانت تعرف أمها بتبقى فيظروف كدة يعني امتى، وطبعا كانت بتسرح بقى وتعيش مع نفسها وهي بتتابعهم .. منار دي دلوقتي عندها خبرة ولا اجدعها واحدة، لو تسمعي اللي بتحكيه خدودك تقوّط، بس البت مبقيتش طايقة تتجوز .. الفقر وسخ والله..

انا زمان كنت بقعد أفكر في أهالينا، ان كانوا يعني يعرفوا الحاجات الغريبة دي بتاعت الضرب والكلام ده. بس مرة كنت بتفرج في الإنترنت لقيت رسام قديم راسم رسومات سيكو سيكو كدة عن حاجات غريبة، ففهمت يعني ان مش الجيل بتاعنا اللي ابتدع الكون .. الناس من يومها بتعمل اي حاجة ف اي حاجة .. الواحد بيحس ان الدنيا بقت غريبة، هي باينها طول عمرها غريبة ومنيلة على عينها ..

******
الا انتي ايه رأيك في اللي بيحصل يا چيچي، عارفاكي انا هتقولي لي بلاش يتسجنوا ويتعذبوا بس دي ناس حلال فيها الحرق. عملنا حفلة من كام يوم ع البت أمل. قال يلختي بتقول لنا ان أخوها أمين الشرطة ضد مرسي ونازل يوم تلاتين،وفجأة من كام يوم جالها مكالمة من واحد بيلاغيها كدة باين، وف نص الكلام قالت له إنت كمان مع مرسي؟ اه بقى دا إنت زي أحمد أخويا .. شوفي الولية الناقصة؟ 

لأ انتي ممكن متاخديش بالك، لكن اكمننا في الشارع طول اليوم بنفهم يعني. طيب فاكرة إنتِ سَوسَن اللي إشتغلت شوية هنا أيام شهيرة، البت دي من كام يوم أخوها جابها من شعرها وكان هيرميها من الشباك وكانت عركة كبيرة. دي لو هي مش بتلاغي وماشية دوغري في الشارع مكانتش جابت لنفسها المشاكل وهي عارفة ان اخوها غبي، مش قصدي يعني انها بتخلي الناس يعاكسوها وكلام الفيسبوك ده، لأ،، هنا اصلي الإنّة مُختلفة .. يعني الحتة هنا كلها عارفين بعض، احنا البنات عندنا كلهم معروفين في الشارع، يعني الواحدة بيبقى باين هي بتلاغي ولا ماشية في حالها، مش زي اما واحدة تتعاكس في حتة بعيد عن حتتها من واحد ولا تعرفه ولا يعرفها .. سَوسَن بتشاغل بعنيها، وبعدين الكلام ده بيتفهم .. وهي مبتنكرش يعني، دي كانت بتتراهن ع الشباب هنا في الحتة هي وشيماء اللي قاعدة في محل الأتنين ونص، وشيماء خبّاصة، وإكمنها أخيب من سَوسَن في التعليق، فكانت بتيجي تحكي لنا، آل يعني بتدعي إنها بتاخدها على أد عقلها وأهي تبقى كسبت بونطين، إنها آل ملهاش في الحاجات دي وإنها بتيجي تبرأ ذمتها قدامنا من رهانات سَوسَن .. أصل سَوسَن جات في مرة وفضحتها قدمنا بخصوص رهان كدة علة وليد بتاع محل الموبايلاته  كسبته منها ..

20/05/2013

ليالي الكوافير 5



الأتوبيس النهري من الجامعة للتحرير،،
-         طنط، هو ممكن يغرق؟
لأ متخافيش خالص، ده هادي.
-         احنا لازم نمشي، هو هيقف كتير يا طنط؟
لأ هيمشي دلوقتي أهو، بس لو لازم تروحوا أتصلوا بالبيت قولوا لهم الظروف.
-         أنا مش هينفع أروّح دلوقتي خالص، أخويا كريم في البيت ولو شافني بالطقم ده هيدبحني. طيب هو احنا ينفع نرجع فيه؟
هو هيبقى فيه واحد تاني راجع.
-         هو حضرتك في كلية؟
لأ انا خلصت
-         وحضرتك متجوزة؟
لأ ..
-         احنا كمان مش هنتجوز، احنا التلاتة لما نكبر هنشتغل سوا ونعيش سوا.

مي، رجلها في الجِبس ومبتشتغلش، قاعدة بس بتاخد الحِساب من الزباين.
" انا مش هعرف أعمِل لك حواجبك يا چي چي، أهو أحسن عشان نقعد نحكّي شوية، أنا بقالي كتير محكيتش معاكي وإنتِ وحشاني والكعبة."

أنا والله يا ستي إتزحلقت غصب عني وأنا بمسح الشقة، أصل السيراميك بتاعنا بيزحلق، بس كانت جامدة شوية فمش عارفة أمشي، ورجلي دي أصلها كانت ملووحة قبل كدة فباين عليها مش شديدة يعني. رُحت بتابع مع دكتور في مستشفت اليوم الواحد، دكتور مُز، حاولت الاغيه كدة بس هو إتم ومطنشني، مش عشان مش عاجبه شكلي مثلا .. بس هو باين عليه بينكسف ولا مؤدب زيادة ولا حاجة .. أصل واحد دكتور يعني، أكيد كان بيطلع من الأوئل فأكيد بردوا أخلاقه عالية يعني.

بس رغم إنه دكتور يعني وقاعد وسط العيانين، بس كان شكله أمور أوي، وباين عليه نزيه وبيتكلم زي زكي رستم كدة بألاطه، وبيحط كولونيا تحل من على حبل المشنقة، مش زي الرجالة العِفشة اللي الواحد قابلهم في حياتة. أصل أنا أكتر حاجة بتضايقني في الرجالة هي ريحتهم، ريحتهم معفنة لامؤاخذة اوي، والواحد فيهم عاوز الواحدة تبقى على سنجة عشرة وهو معفن وكرشه قدامه مترين. انا لما صاحبت أحمد قريبنا كان رفيع، أول ما إشتغل العز ظهر عليه وبقى حامل في عباس. وبردوا كانت ريحتة زي النيلة وهو راجع من الشُغل.

أعرف واحدة جوزها كان بيتخانق معاها عشان كعب رجليها، وهو لو تشوفيه، ريحة بُقه المعفنة بتوصل لأخر الشارع، شوفي أصل كعب الرجل ده مشكلة، اللي يقشف منها ومتلحقهوش هتضطر بقى تشيله بالموس مش الحَجر، لو مشالتهوش بيشُك وبيشبُك في الملايات والهدوم ويبقى غِلس أوي، بس يعني بيشبُك ولاَّ مبيشبُكش، ده راجل جربان والست وشها زي البدر وجسمها زي الملبن .. انا عارفة طايقة تبص في وشه إزاي بريحة بٌقه دي؟؟؟

**

على سيرة الدكاترة، جارتنا أمل، فاكراها؟ هي نزلت هنا كام مرة وسألناكي لو تعرفي حد يجيب لها تخفيض في العلاج لما جوزها كان صايبه المرض الوحِش، جوزها مات بعيد عنك، إتبهدلت والله، مات وهما راجعين من جلسة الكيماوي في العربية، فوق كوبري أكتوبر وكانت الدنيا بّهدلة ع الأخر والست تولوِل فوق الكوبري والناس تهديّها.. أهي ياختي عمتها الناقصة كانت عاوزة تجوزها سِلفها اللي مطلّق، وسلفها اصلا لامؤاخذة يعني "تعبان" ومراته اتطلّقت بسبب كدة، لأ والست معدومة الدم جاية تكلّمها قبل الأربعين، اصل كل ده علشان الشقة، وتقولها مش احسن ما تلوفي على واحد يبهدل إبنك معاكي؟ حريم بنت كلب معندهمش إحساس ..

أخوها بردوا كل يوم والتاني يعزم نفسة ع الغدا عندها، وقال ساحب معاه واحد صاحبه، الرجالة بيبقوا عاوزين يجاملوا الراجل فيفكروا يناسبوه، بيقولوا له احنا هنلاقي زي نسبك فين، حتى من قبل ما يشوفوا أمل ولا يعرفوا فكرها ولا ظروفها. هي يا عيني متنكدة أخر نَكد من ساعة موتة جوزها، أصلها كانت بتحبة أصلا من قبل ما يتجوزوا .. كان مُغني في الأوبرا وبيقعد في العصاري يغني لها في البلكونة .. وهي تفتكر كدة يا حبة عيني وتقعد تعيط ..
بس هي لعلمك بردوا مش ممانعة تتجوز، نفسها تتجوز راجل زي عدنان بيه في المسلسل بتاع مُهند. أخويا محمد فكّر يخليها تنزل تشتغل معانا، أهو تسلي نفسها..

**

أبويا إمبارح قفش على الواد سيف أخويا الصغير، إحنا أصلا كلنا عارفين إن أبويا عارف إن سيف بيشرب سجاير، أصل أحا يعني، كل رجالة البيت بيشربوا سجاير، سيف هيطلع عايف الدخان لمين مثلا؟ بس أبويا بقى إتحمق إن سيف شِرب قٌدامه. هو حس يعني أنه مبقاش يحترمه، حاكم أبويا اليومين دول حساس جدا من بعد ما طلع معاش وقعد في البيت، بيشاكل دبّان وشه وكل يوم يدب خناقة مع أمي، ولو حد فينا كلّم أمي أي كلمة، يقوم ييجي يطلع عينه ويدافع عن أمي. بقى غريب الصراحة.

مرة جات عندنا زبونة، إتفقت معانا في يوم نروح لها البيت عشان عندها فرح وعاوزة تخرج من بيتها.  كانت مدام كدة في الأربعينات بس نِغشة، بتشتغل في بنزايون، ست تشوفيها تقولي كُمّل ورغم كدة بتشرب ياختي سجاير وشيشة .. لأ وبتعزم عليا وتقولي "عفّري عفّري .. إنتِ مش كوافيرة ولّا ايه؟" .. انا قلبت وشي وكنت بكُر في شعرها أكني هجيبة في إيدي. قُلت لها لأ مبعفرش لامؤاخذة، مش عشان كوافيرة أبقى بعفّر، ما إنتِ مش كوافيرة أهو وبتعفّري!! هي أصل مش كل كوافيرة تبقى لامؤاخذة شرموطة.
قعدت تتأسف وتقولي مأقصدش، ووالهي انا جوزي اللي معلمني، أصله ميحبش يشربها لوحده. أنا مالي انا بتحكي لي قصة حياتها ليه أصلا!

بس فِكرك أنا مش عارفة الناس بيقولوا علينا إيه؟ الواحدة تبقى داخلة عندنا تحكي المحكي والمقري وتطلع من هنا تقول فينا اللي اتقال في يوسف. إنتِ طبعا فاكرة شهيرة، ايوة اللي كانت إشتغلت في كباريه، الصراحة شهيرة دي وهي عندنا عمرنا ما شفنا منها أي مشي بطال، لكن كل الناس كنت بتيجي تقول لنا إنتوا مشغلين واحدة لامؤاخذة رَد كباريهات، رغم إنهم في وشها كانوا بيتملحسوا لها واللي يقعد يسألها عن شكل الكباريهات وعن شغلها هناك، وكان فيه زباين يقعدوا يستنوها تخلّص اللي في إيدها بالساعات عشان تعمل لهم وشّهم ولا حواجبهم وبردوا من وراها بيقولوا عليها لامؤاخذة. طيب لما هي لامؤاخذة بتقعدوا تحت إيديها ليه؟ أنا عارفة إن اللي ماسك لسان الناس شوية عني أخويا محمد، بس ايه دراني بردوا من وراه بيتقال ايه ..

أصلا تعرفي، الولية العِفشة بتاعت بنزايون دي كانت بتعرف راجل على جوزها وناس م الحتة عندها قالوا لنا .. بس تولع هي وجوزها في تعفيرة واحدة بلا نكد حريم.

**

انا سمعت كدة يا چي چي إن البت المعضّمة دي اللي قلعت هدومها وصورّت روحها سافرت برة مصر؟ آل؟ انا البت دي اصلي دخلت ع الفيس وشفت صورها، شفت كمان فيديو وهي بتخبط فرنشاية مع صاحبها في جنينة شبه الأزهر بارك.
عارفة البت هند كانت بتروح الأزهر بارك  دي مع اي حد عاوزه تبوسه، قال يعني مش لاقية مكان .. اصلا هي كانت كتير يعني بتسهي ابوها وامها وتبقى في الشقة لوحدها وعادي بقى تجيب فُلان تجيب عِلّان، اي حاجة في رغيف، وعلى طول الدِش بتاعهم يبوظ وكان على طول بردوا سبحان الله تبقى مصاحبة واحد بيفهم في الدشوش وتطلع تساعده في تصليح الدِش ع السطوح. بس سيبك، البت هند ذكية بردوا.

عارفة انتي هند دي لو كان ليها عزيز مثلا ودايبة وهيمانة ومش لاقية مكان تطلع فيه طاقة العشق والهيام دي كنا قلنا ماشي، لكن دي بتهيج على اي كلب بلدي معدي وبتصحاب ولاد على بعض زي بسلامتها ام اندر وير احمر ..

البت رانيا القصيرة دي بقى بتحب تروح السندباد، اصل صاحبها القديم بيستغل الحكاية يعني عشان يقفش فيها وهما في المراجيح العالية، وهي قال يعني بتخاف وبتدفس وشها في حضنه، بس ايه يا بنتي التقفيش اللي بطلعان الروح ده، ما قلنا الأزهر بارك فيها بوس .. بس رانيا إتجوزت إبن عمتها من عندهم من البلد، هي من المنيا أصلا وراحت تعيش معاه. مع إنها متعلمة تعليم عالي يعني ودخلت جامعة الإزهر زينا، مش عارفة هتلاقي شُغل في المنيا ولا هو مقتدر وهيقعدها.

الا انتي عمرك ما رحتي الأزهر بارك؟ انا رحتها انا ومحمد ايام ما كان خاطب نانسي .. بس كنت عاملة زي العمل الرضي في وسطيهم ..

**

من كام يوم كِدة الشوارع إتقفِلت هنا، لبش بقى وبلاوي زرقا.  واحد عنده قهوة وعربية كبدة وكوماندة في الشارع كدة، حشيش على مخدرات بقى على هيصة، أصلا من ساعة ما القهوة دي فتحت بعد عربية الكبدة التلوث بتاعتة دي واحنا بطلنا نعدي م الشارع الموبوء ده . المهم في شابة كدة تطلع حاجة وعشرين سنة، عدت جنب القهوة، راح صاحب النصبة ده عاكسها بوساخة، المهم المُزّة طلعت متجوزة، راحت جابت جوزها بقى واخوه لصاحب القهوة، بس ملقهوش في القهوة فراحوا له تحت بيته.

إنزل ياللي وياللي وياللي، وهنعمل فيك وفي حريمك وفي بيتك وفي وفي، وهوب الخناقة حِميت وجابوا سلاح وضرب نار و سيوف على مطاوي واديها. دول بيضربوا من فوق ودول بيضربوا من تحت، اصل الجدع القهوجي ده ساكن في بيت عيلة كمان. وصدفة بحتة بنت كلاب، عيل يا حبة عيني عنده بتاع 12 سنة واقف في البلكونة، وهما بيضربوا نار على بعض، أخد طلقة ومات في وقتيها، الخناقة خدت لها يومين ولما الولا مات انضمت لعيلة المتعاكسة عيلة تانية اللي هي عيلة الولد وابتدت بقى حرب ولا حرب الشوارع يعني وعينك متشوف الا الضلمة..
دول بقى طلعوا العمارة والشقق اتدخلت، بقوا يقفوا في البلكونات يدشوا التلفيزيونات من البلكونة ع الشارع، هو بتاع القهوة كان طفش عشان الحريم كمان، بس العمارة اتخربت، وكل اللي كان له شوق في حاجة كان بياخدها.
اهل الولد مكانوش في الحرب أوي، هما بس كانوا عاوزينه، مش هيعملوا عزا عاوزين يموتوه.. أحلى حاجة بقى إن القسم والأمن المركزي كانوا هناك، إستنوا العركة تتفض وبعدين قفّلوا الحتة..

**

عارفة فيه واحد نعرفة إتجوز واحدة سورية، اي والله فعلا، هو بيقول انه كان يعرفها من ع الإنترنت من قبل الثورة، بس إحنا عارفين إنه هتّاش طبعا وإنه مفيش كلام من ده وإنه إتجوزها الجواز الوسخ م اللي بيدفعوا فيه فلوس عشان يتجوزوا سوريات. المشكلة في الرجالة عندنا إن الشيخ البعيد سِره باتع، مش عارفة حتى لو بيضا وحلوة، هتنام معاه بالمشقلب مثلا؟ ولا وشها بيتغير أربع مرات في اليوم عشان ميزهقش؟

والله هو مفيش مشكلة الواحد يحب واحدة ويتجوزها، بس اللي بيحصل هنا وساخة والله، العيال السوريين بقوا ماليين الشوارع. أنا كنت بسمع إنهم في مدينة نصر وفي المدن الجديدة بس عمري ما تصورت إنهم هيملوا الحِتة هنا، لكن العيال الصغيريين كتير اوي. بيسرحوا بأي حاجة هنا وتحسي إن في حد يا عيني مسرّحهم عشان كلهم بيبقوا بيقولوا نفس الكلام وميزودوش عليه. بس واضح إن بشار ده كان إبن كلب زيادة عن مبارك بكتير يعني، ده بتيجي سيرته بيتلبشوا.
هي سوريا فيها مسيحيين يا چي چي؟ طيب لو المسلميين اللي هناك حلوين اوي كدة، المسيحيين حلوين بردوا؟ هو فيه منهم هنا؟ أكيد طبعا ماليين الكنايس عندكوا مش كدة؟

**

من كام يوم كان فيه فضيحة في البيت، البت آية جارتنا قعدت ييجي إسبوع بتتصلبت ومش عاوزة تروح المدرسة، أمها تتحايل عليها ودي تقول لها المدرسة وقّفت اصلا عشان الإمتحانات. المهم أمها راحت المدرسة تتطقس عن الحكاية وراحت مسكاها الإخصائية الإجتماعية قالت لها إنها قفشت البت آية مع صاحبتها في الحمام بيعملوا سيكو سيكو لبعض وإنها مدياها جواب إستدعاء لولي الأمر أساساً ... الولية أمها بقى رجعت البيت وراحت مسخنة السكينة وراسها وألف صرمة لتحرق البت، والبت قلبها زي الحجر واقفة ع السلم وبتقولها إنتي إتجننتي. أمي رزعت البت قلم على وشها ودخلتها عندنا. انا الصراحة مليش خٌلق ع البت آية فمسألتهاش، بس إحنا البنات عندنا في المدرسة كانوا بيعملوا الحاجات دي في ثانوي مش في إعدادي، وهي أصلا المُدرسة دخلت الحمام ليه يعني في التوقيت ده بالذات.

الغريب إن البت آية دي كانت ماشية مع مُدرس الإنجليزي بتاعها، وكانت بتقول إنه هيخطبها وكانت كل يوم والتاني تمسك بنت من زمايلها م اللي الأستاذ ده بيشاغلهم تقوم متخانقة معاها وجايبين شعور بعض. البت كانت تلبس بادي مأوَر وهو جاي وتقعد كاشفة له صدرها، وأمها ياختي كانت موافقة على أمل البت تنزاح بدري. بردوا فيه نسوان تقرف الكلب الجربان بعمايلها، دي كانت بتعمل لها حلاوة وهي في إبتدائي، وفيه بردوا مدارس شبه المواخير. البت كانت بتقول لمنة الله بنت خالتي، إن الأستاذ ده كان بيديها مواعيد في مداخل العمارات اللي بيدي فيها دروس ويعرف يبوسها فيها عشان يبوسها وطبعا يقفش فيها وهي البت فايرة اصلا وعاملة زي ضرفة الباب.

الا انا مكنتش بعمل كدة ليه وأنا صغيرة.؟ إنتي ول مرة بوستي كنتي في سنة كام يا چي چي، طبعا إنتوا اصلا بتعملوا الموضوع ده كل سنة في راس السنة مش كدة؟ عادي والله انا فاهمة وعارفة ان دي مش عيب عندكوا يعني، بس أكيد مش هتفتكري صح؟

**

الا ما تعرفيش يا چي چي أي حد يشغل واحدة ست عندها 40 سنة كدة بس معاها دبلوم تجارة؟ يا عيني هي إتجوزت كبيرة يعني ورضيت براجل بردوا عجوز عشان متفضلش عانس. قعدت معاه اربع سنيين وبعدين جاله المرض الوحش بعيد عنك وقعد سنة لغاية ما مات. الراجل كان عنده محِل نجارة وعيالة من مراتة الأولانية هياخدوه منها وهي مش لاقية شغلانة تاكل منها عيش. هي قبل ما تتجوزه كانت شغالة في محل ملابس  وكانت إشتغلت في تنضيف الفنادق، هاوس كيبير وكدة بس قعدت بتاع ست سنيين مبتشتغلش.

الا هو لسة فيه سُياح بييجوا مصر يا چي چي، إحنا لنا واحد قريبنا قاعد بعربية نضارات في وسط البلد، بيقول زمان كان في اليوم يشوف بتاع خمسين ستين واحد أجنبي، دلوقتي بيشوف إتنين تلاتة، بيقول جايين يسكروا. مش عارفة مال أهله هو المهم يتنيلوا ييجيوا مدام مبيطينوش الدنيا مع غيرهم لما يسكروا. عارفة انا بشرب بيرة كتير بس من ورا أهلي الصراحة عشان مش طالبة مشاكل يعني. مع إني عارفة ان محمد بيحبها بردوا. ما تبقي تجيبي لي معاكي م اللي انتوا بتشربوه في القداس، مش ده عصير عنب بس ومبيسكرش؟ أنا عارفة ان كلكوا عندكوا منه في البيت وبيتباع في الكنيسة. لعلمك انا بدخل الكنيسة هنا عادي بس كل البنات في الحتة عارفيني فمش هعرف اقف اشتريها. هتيجبي لي مرة معاكي؟ هاتي لي حبة في كيس زي بتاع العصير.

22/02/2013

حسين البرغوثي - عن هاجس - أحيا


عن هاجس ..

بوركتَ من سفرٍ بين العيونِ وبين القناعِ
من قدرٍ لوحظتَ وجها-لوحةً بالفحم يأملُ
أو يتأمل تمثالا لوردان

لوحظتَ، أو جملا يعلك الشوك وتعلكه الجُمَل
لوحظتَ تخسرُ، حينا، وتكبرُ، يوما،
وتسهرُ، بين الحطامِ الجديدِ،
وتنضجُ دوما، وتذكرُ:
كفّاكَ قارورة عطرٍ قديمٍ،
ووجهكَ قاربٌ فذٌّ، ويبحرُ،
بحرُهُ: تتكررُ الاشياءُ..
.وأرجاؤهُ المستقبل.

فأستدرت الى خاتمٍ-حجرٍ
حُفرت خريطةُ الكون عليه،
عليك الدورُ لتلعبَ لعبتهُ
كي تصيرَ عليه حفرا آخرَ،
بوركتَ، منتحرا كنتَ،
أم في غاية الحكمة تسألُ، أو تنقصُ،
مثل هلالٍ، أو تكتملُ
مثل صليبٍ من خشبٍ من شجرٍ
يكسرهُ البرقُ أو يحتمل...

لكَ رؤياك وحلمكَ،
قاتلت على مصدرٍ للمياه -
شرب الكلُّ، نصيبك قطرة-
"وعقدت عقائد في الاله واستكنت
لحفرة في باب جنتك الصغيرة..


****
احيا ..

أحيا ولا أحنو على أحدٍ، ولا أحزنْ
ولا أجني على وردٍ،
كشحمٍ أسودٍ لزجٍ على عجلٍ مُسنَّنْ
في بطن ماكنةٍ مُمَكْننْ
كل ما فيَّ، عصافيرٌ من المطاط، في قفص من الرمل الملوَّنْ
ووجهيَ نافورةُ ماءٍ في الشتاءِ،
يسيلُ،
وبردٌ جديدٌ في الهواءِ،
أميلُ،
إلى حيث ترمي بي «القوى»: نحو ذكرى
من المدن القديمة، أو نحو مخزنْ
من الكلمات التي تشبه بارًا يضيء، وفيه جازٌ،
والزبائن ناموا على الطاولات، عليه أمرُّ، وفيَّ
مرارةُ ظلٍّ، وعينايَ من مللٍ ومعدنْ ..