Rustin Spencer Cohle

“I think human consciousness is a tragic misstep in human evolution. We became too self aware; nature created an aspect of nature separate from itself. We are creatures that should not exist by natural law. We are things that labor under the illusion of having a self, a secretion of sensory experience and feeling, programmed with total assurance that we are each somebody, when in fact everybody’s nobody. I think the honorable thing for our species to do is deny our programming, stop reproducing, walk hand in hand into extinction, one last midnight, brothers and sisters opting out of a raw deal.” Rustin Spencer Cohle

25/09/2010

كأن لم نكن

كأن لم تكن؟؟
و كأن لم اكن؟؟
و كأن تلك الرياح لم تقم!!
و الليالي لم تنم!!

و كأن تلك الزهور لم تتلون
و الأجنة في الأرحام لم تتكون
و كأن شمس النهار لم ترانا
و كل تلك القصائد لم تُدون

و كأن تلك الذكريات ملامح ضبابية
صباح بارد و نوافذ موصدة حديدية
و كأن قصة حبي العنيفة مجرد
اوهام مصورة كأفلام رمادية

انا و انت رآنا مرارا هذا المكان
نمشي فيحيونا .. من الجارية للسلطان
انا لمساتي هنا انبتت ازهارا
و انت عيونك اغرقت تلك الوديان

انا مررت بيديا على تلك الجدران
و انت ابتعت من هذا الدكان
هنا تشاجرنا و انتزعت منك يدي
و هنا عاهدتني بقبلات الأمان

هنا قلت انك حقا تهواني
و ان حياتك بدوني فارغة المعاني
و هنا هاديتني و احزنتني
و هنا بنيت مجرات ساذجة من الأماني

هنا وقفت كالبلهاء انادي
و تجمع المارة و احضرنا ذاك المنادي
و اخذنا نصيح بأسمك .. ولا احد يسمع
و انت رحلت بدوني .. دونما تتلامس الأيادي

هنا كجنين مجهض قررت ان انساك
و هنا كرحم يشتاق لطفل عاودت اهواك
و هنا غزلت حول كينونتك الوجود
وهنا مازلت اتوب عن خطيئة الأمتلاك


نحن كنا
انت و انا كنا ..
نحن كنا
و سنكون يوما مثلما كنا
و سيكون صباح السماء
و امطار شتاء
كدموع اعيننا
و انا سأبقى
حتى يأتي الربيع .. و ينتشلنا

September 9 2010

مغامرة

يا رجلا يقتلني بعدا
سأجازف
خائفة انا
و لكني سأجازف
سأرمي تلك التقاليد البالية
و سأصبر
و معك سأغامر
تقتلك الوحدة
و تخشى اقترابي
توحشك العزلة
و تتلذذ بأغترابي
لست ادري اسأخس
ما عاد لدي ما اخسر
اظنني
سأقامر
و ان خسرتك
فسأموت مرفوعة الرأس
كفارس مغامر

August 9 2010

اصل بابا يسوع شايفنا

كانت احدى الترتيلات التي نرددها منذ صغر الصغر.. حفظتها عن ظهر قلب و لكن الأن اجد صعوبة في تذكر كلماتها..  اذكر منها.. (صوتنا يبقى واطي واطي .. ما احنا كلنا ملايكة، ندخل غلى طراطيف صوابعنا.. اصل بابا يسوع شايفنا)
كنا نردد هذه الترتيلة دائما في بدئ مدارس الأحد او عندما يعلو صوتنا .. فتجد الخادم قد استنجد بالميكروفون و ابتدأ في ترتيلها لكي يحرج الجميع صامتاً..

ذاك الرجل في ذاك التعليم:
كنت صغيرة جدا, ولم اكن ابدا طفلة شقية و لم اكن اكاد اتحرك من مكاني و لكني كنت و بشدة امقت و اجهل سر حرص ابي الشديد على نظافة و جمال منزلنا، بالرغم من انني لم اكن فوضوية بالمرة الا انني كنت اجد ضيقا في اهتمامة الشديد بالمنزل و لم اجد سببا لهذا و لم اجد سببا اخر يدفع امي الى نفس الأعتقاد في هذا الأحترام المقدس لمنزلنا..
عشرات الأعوام تمر.. و يزداد حبي لمنزلنا و حبي الجنوني لأبي و امي ... ارى في كل حائط بعض الدموع و الأبتسامات ... اصبحت مريضة حبا بهذا البيت..



هذا الـ (إله) ... تراه دائما مرتبطا بالأذهان انه هذا الرجل (اللي (شايفنا) فمنذ حداثتك تستقي تعليما خاطئا غبيا يدعوك الى الهدوء في حضرة شخص ما لمجرد انه (يراك).
تعرف انه يجب الا ترفع صوتك او تجري بصوت او تُحدث ضوضاء طفولية بحذائك و انت تتمشى .... فهو (يراك)،
هذا الـ (إله) يجبرك على احترام منزلة بأن يضفي عليك صبغة ملائكية في اول الترتيلة مصحوبة بتهديد لطيف...(انه يراك).

بعد ان تعرف انه (يراك) تحاول جاهدا ارساء علاقة معه، و لكن لمجرد انه (يراك) و انت (لا تراه)، تجد ان منحنى تلك العلاقة قد انحرف مبتعدا عن اي مفهوم سوي لأي علاقة معروفة.
تبدو المحادثة شبه منعدمة و لأن رؤيته الكاشفة تخترقك و تخترق وجودك، حتى لتبدو طلباتك لأن تهرب من وجهه سخافات متبخرة في هواء رؤيته لك و طبيعة "الكشف" التي تبدو رافضة لأختيار الأبتعاد..
يترسخ مفهوم انه (يراك) في نفس الطريق مع مفهوم انك (لا تراه) فيزيد منك هروبا و يقينيا ان من (لا تراه) (لا يراك) او لا يرى ما تريد ان يراه .. تعرف انه (يراك) دونما اعلان او وجه حق او مساوة فأنت (لا تراه).


تحاول جاهدا التخلص من اصدء التراتيل البالية الغبية و تحاول جاهدا التخلص من كل مفاهيم ذاك القمع التي تصوره كإله احمق لا يفعل شيئا سوى ان يتوعدك بينما يراقبك .. و لكن تلك الرغبة الملحة في نفض غبار غباوات الأولين ينقصها شيء واحد.. و هو الشوق لأن (تراه).
تتوالى ايام و تبدأ تلك الرغبة في الرؤية تحرقك، تآكل اسباب الرفض، كونك تعرف بغباء ترتيلها، ايام تحاول فيها ان تقتل اشواق الرؤية تلك، ان تعتز بوجودك المحبوب كمن فُضلت عن الجميع في صورتك الحالية و التي تتعارض مع فكرة الرقابة الفنية تلك، تحاول ان لا تتواجد في محيط المُختبئين من الرؤية و هلعها، حتى تتعرف الى الكشف المتبادل، و الرؤية المتبادلة و المعروفة لك ايضاً.

لم اصمت قط لأستمع، و لم اصمت لأني اردت ان اصمت، و لكنني كنت اصمت دوما استهزائاً بهذا الخبل المُرتل الذي لم يصبني ابدا، اذ حال ما كانوا يسمونه جنوناً يوما عن اصابتي بالخبل.


November 2008