Rustin Spencer Cohle

“I think human consciousness is a tragic misstep in human evolution. We became too self aware; nature created an aspect of nature separate from itself. We are creatures that should not exist by natural law. We are things that labor under the illusion of having a self, a secretion of sensory experience and feeling, programmed with total assurance that we are each somebody, when in fact everybody’s nobody. I think the honorable thing for our species to do is deny our programming, stop reproducing, walk hand in hand into extinction, one last midnight, brothers and sisters opting out of a raw deal.” Rustin Spencer Cohle

02/02/2010

نهار خريفي


احبه
عرفت دوما الخريف بطبيعتة القاتمة....
ليل صامت مخيف يسيطر في غضب على اشجار متُألمة ...
قوي جدا و في شموخ اشجاره سحر يشعل رغبات حالمة.
وريقات تتحامل على اغصانها في غابات متهالكة،
تتطاير لتتهاوى امام شرفتي في صباح خريفي بلون الغسق.

احببت اللون الأصفر...
باهت، حزين، معالمه مطموسة..
مشوه، تراه صارخا من شدة رياح هوجاء،
تحمله معها حيث لا يدري و دونما يشاء.
لا شخصية له، رغم كونه احد الألوان الأساسية
و برغم قوة تأثيره الشديدة ... تراك ترثي لحاله.
أري فيه جمالا خريفيا اخاذا،
كشقراء في صباح بارد يميل وجهها للأصفرار، الذي لا شخصية له...
فهذا اللون الأصفر هو نتيجة خريفية قاتمة.
فالأشجار ليست صفراء
و الأوراق ليست صفراء
و فروع الأشجار ليست صفراء
و السماء ليست صفراء
و دموعي التي اختلطت بأتربة الخريف .... ليست صفراء.

احبه....
ارى في الخريف شموخا و تحدي....
وفي الوانه الصفراء خضوعا و تخفي...
اشجارا صامدة رغم قسوة رياحه المتجبرة
كما كنت يوما في شموخي الأنثوي الغجري
تتطاير وريقاته كخصلات شعري المتدلي
تجذبني يمنة و يسارا ....
يتهالك ... يتداعي .... و يتساقط....
و يشيب انحلاللا و احتراقا .... فيحال الى اللون الأصفر ...

امام شرفتي و مع اولى الوريقات...
تنعكس الأضواء امام جدار غرفتي الأصفر.
يتزين باقنعة صفراء اكثر بهتا من قناعاتي،
التي باتت بالية ... امام ادماني القاتل لأقنعتي..
اخطو مطرقة الرأس، اخشى اقترابا من مرآتي
اتحسس بيدي جداري العتيق.... و اتناول في خجل..
اقنعتي..
واحد تلو الأخر....

امرأه البدلة السوداء:
شتوية الملامح .... متجهمة...
شعر بني مرفوع كلون مكتبي الكريه.
نظارة طبية سوداء،
تخفي عينين خضراوين و رموش بنية كأتربة خريفي العزيز..
يرونها قوية، ناجحة، عملية,,
احيانا جميلة... شامخة
مداعبة.. صادة... رقيقة... عنيفة...
اقضي معها الكثير، و العنها كل يوم في بكاءاتي.....
اطول اقنعتي، امضي معة اجمل اوقات نهاري...
يأكل سنين عمري القصيرة ... يحرقني في نشوة
و يعلن بعد انتهاء عمله... يوميا... انتصاراته.


أمراة التنورة البيضاء:
ربيعية الطلعة....
ابتسامتها الطفولية تغطي عيناها الواسعتين
شعر حريري متدلي
عينان ضاحكتان،
صوت عفوي رنان.
قلما ارتديت هذا القناع...
افتقده... و اذ اعانقه... ابلي معه بلاءا عبقري.
حولي الكثير، اصدقاء - كما يظنون - قدامى.
اتظاهر بالسعادة من ذكريات وهمية..
الهو و اسمر و استعيد الماضي السعيد...
كلمات و ضحكات و مواقف توقف عندها الزمن.
مراهقة زمنية تقتل من عمري ساعات في الم جهوري،
يعتصر في قلبي جمودا ويحيي اشياءا ماتت موتاً وقتي احمق..
يرثي توقف نبضاتي عن الحنين الى ماضي.... هم يحبوه.


امرأة الفستان الأحمر:
صيفية الملامح ..... عينان شرقيتان ساحرتان.
شعر غجري يتراقص مع ردائي الدموي القاني.
كعب حذائي الرفيع، و موسيقى صاخبة تدوي مِن حولي.
انجذاب ناري... هوى مجنون احمق...
الكل يتمناها.... و الكل يظن فيها الحلم الليلي الأحمر.
انثي حارقة.... قدماها معبد يؤمه الألاف..
يداها بقايا مقدسة ... تقبيلها كتمتمة تعاويذ الخلاص..
العن كل ملامحها...
اتأمل هذا القناع يوميا في اختلاءاتي،
جمال شيطاني... صوت كحفيف افاعي ....
عاهرة العقل.... اكرهها و اكره قواها الكاذبة.
اخشى جنونا منها يفتك بأستكاناتي...... و يقتلني.


ليل خريفي فاتر....
جدار غرفتي الأصفر الباهت
اقنعتي... و قناعاتي
اخطو ببطء شديد نحو المرآه،
احاول ان استعيد ملامحي المهترأة بفعل اقنعتي الكاذبة.
كتبت قصاصات ورقية تذكرني بي دوما قبل وصولي للمرآه.
انا الحزن... وجه الخريف
جسد اصفر عاري ....
أطلت شعر البني ليغطي قبح عري اثامي.
صفعات زمنية .... و الم دهري.
صرخات مدوية  في لقائي بالمرآه
حقيقة عابسة...
اهرول مسرعة نحو شرفتي.
اوراقي الخريفية تعبث بوجهي،
و أخيراً، تحتضني.
تعيدني اليها ... الى خريفي التام.
اختلي بكتابي و موسيقي كلاسيكية عالية..
وقطرات دموع يظنونها تنتظر ربيعا....
بينما اصر انا على على اعتناق الخريف دينا..........و احبه.