Rustin Spencer Cohle

“I think human consciousness is a tragic misstep in human evolution. We became too self aware; nature created an aspect of nature separate from itself. We are creatures that should not exist by natural law. We are things that labor under the illusion of having a self, a secretion of sensory experience and feeling, programmed with total assurance that we are each somebody, when in fact everybody’s nobody. I think the honorable thing for our species to do is deny our programming, stop reproducing, walk hand in hand into extinction, one last midnight, brothers and sisters opting out of a raw deal.” Rustin Spencer Cohle

28/10/2012

طبق الشوربة




لم أستسغ عملي في المطعم كثيراً، كان كثير من الزبائن يتحسسون جسدي كلما مررت أو بينما أُنزل الأطباق من صينية التقديم الكبيرة. تربطني علاقة حُب قوية بالأطباق تجعلني لا أعر لمساتهم أهتماماً كبيراً، ربما أنني سأفقد عملي أن وقع أحد الأطباق وخاصة طبق الشوربة الساخن على خصية ذلك الكهل، ولكنني لن أفقد عذريتي حينما يقرص ساقي.

رغم هذا لم أكره المطعم، ربما هو الطموح الذي يتناسب مع اللوحة التي يتبرع المحيطون في رسمها لي. تركيبة الأفلام العربية المملة، حيث كلنا عاهرات والطموح طريقاً مفروشا بخزعبلات كاتبي القصص التي لا تفرق كثيرا عن خيالات ممارستهم للجنس مع عاهرة في السيدة ذينب.

الأيام في المطعم ليست مملة كالأيام التي أقضيها في المرور في تلك الشوارع، خاصة حين يعج بالأجانب اللذين يتعرفون إليَّ لأول مرة. يطيلون النظر في أعيننا، لا يبدو ان لديهم ما يخفونه، فأعينهم براقة تنظر الى أعيننا في تحد جميل. أحب كثيراً كيف يحاولون إستكشافي، ربما يرون جمالاً ما يحتقره المحيطين بي، بعضهم لا يعير لثغتي إهتماما لأنها لا تظهر حين أتحدث الإنجليزية اصلا، وبعضهم يرى لون بشرتي الخمري جمالاً أخاذاً، حتى ان البعض أهتم ان أترجم له بعضاً من الأدب الأيروتيكي الذي رفضت الرقابه نشرة في الكتاب المقدس في العام الماضي.

زملاء المطعم ليسوا تقليدين بأي حال من الأحوال، ربما أننا نحاول ان نتلون مع كل لون يأتينا من البشر، كل منا يعتبر كثيرين من ذاته، أستدعي كُل أُنثياتي في المطعم، خاصة حين يغني صديقي النادل أغنية آه يا اسمراني اللون على أنغام طرقعة كعب حذائي الذي يرتبط بمستقبلي الوظيفي، فكعب حذائي يُضفي أُنوثة مُتمنعة على المطعم.
نكره جميعاً الزبائن الدائمين، هؤلاء المملين اللذين يأتون كل يوم ليتلون نفس روتينهم الغبي على مسامعنا، حتى شجاراتهم، جزءا من تلك الوصلة السخيفة من الإدعاء بالعيش، غبائهم الروتيني هو فقط الذي يعيدنا الى الحقيقة المتجبرة تلك، لذا، ربما لن يخصم حتى مدير الوردية من راتبي ان كسرت كوب البيرة على رأس ذلك الأقرع أو زوجته البدينة.

لم أعُد في حاجة لإحتمال سخافة الزبائن، فحفنة الأموال التي أدخرتها من البقشيش قد أسندت ظهري قليلاً. سأستقل دراجتي التي تجعلني أشبه بفتاة ليست أنا الى المنزل بعد أن أقوم بصفع هذا الرجل والبصق في وجهة وسكب طبق الشوربة الساخن كله على خصيتيه، وسأكسر الطبق في طريقي الى الباب الخلفي وهذه المرة لن يخصم صاحب المطعم ثمنه من راتبي ولن يبذل زملائي مجهودا في الزج بي في محالة لإستمالة المدير مرة أخرى .. ولن أعد الى المطعم قبل ان يتصلوا بي مُعتذرين.

ربما سيتصلوا بعد أن أجد عملا أخر كمضيفة طيران. لدي خبرة كبيرة في مجال التعامل مع من سيقرص ساقي وفي الحفاظ على عذريتي تحت الجونلة الضيقة، عموما الجونلات الضيقة هي أفضل طريق للحفاظ على عذرية من يمتهن التمشي بالحذاء ذي الكعب العالي، ماذا سيكون الحال لو أن الجونلات ليست ضيقة؟؟؟
كانت أسئلة هذا الشاب السخيف في تلك المقابلة أشبة بإختبار عن مدى إتقاني التعامل مع ساقي والقرصات والعذرية، أظنني أجبت بإتقان، ربما ألتصقت البسمة بشفتي جراء سنين العمل في المطعم فأصاب وجهي ذلك البرود الثلجي المُبتسم دائماً، يسمونها الأبتسامة الدافئة، ليكن.

يناسبني جدا ركوب الدراجة، تُضفي لمحة تراجيدية أخرى على هلاوس المحيطين والزبائن وعلى مُعلقات العذرية التي ستهتكها الدراجة رغماً عني حتى انفجر باكية وأجد سبباً نبيلاً للسخط على أنوثتي. ركنت الدراجة بمدخل بيتنا القديم، ألتقيت جارتنا على السلم تقرع الباب لمجالسة أمي، تظن أنني عانس و ترمقني بنظرات غاضبة، معرفتها بأمي هي فقط التي تجعلها ترفض فكرة أن تصفني في عقلها بالعهر، ربما لو ماتت أمي ستتحرر افكارها لتجد سبباً اخر يمنعها من أن تظن أنني عاهرة، ولكن من معرفنتي بها، اظنها ستجد أسباب التصديق في عهري أسهل كثيراً، حتى وإن حالت الجونلة الضيقة دون ذلك، فستكفيها الدراجة.



22/10/2012

ليلى والمجنون راديوديريش - RadioDervish Laila e Majnun



لها كانت ترقص روحي
لها كانت فرحة عمري
رياح .. أوصليني لها
رياح .. أعيديها لي
ما شرقت شمسُ قي ضحاها .. الا ما نادت .. ليلى
ما قمرُ بان مساءاً .. دون ذكراها ..

جنان .. كانت تسكن صدري
جنان .. كانت تُثقل عِشقي
ظلال ... لاتزال هنا
ظلال .. لاتواسيني
ما شرقت شمسُ قي ضحاها .. الا ما نادت .. ليلى
ما قمرُ بان مساءاً .. دون ذكراها ..
قفي يا نجوم السماء..
قفي يا لحظات الزمان..
ما قلبي الا لها، إلى الأبد ..

06/10/2012

سوشي وصرصار وحذاء

أسطبل عنتر


غير مسموح لتلك الدودة،
ان تتمشى فوق طبق السوشي
فالدود مُصرح له بالتمشي فقط فوق حبّات الفول.

***

يجب أن تُصور الجرائد تلك الذبابة،
التي تجرأت و توضعت فوق طبق الباستا،
يجب ان يستنكر العالم هذا التعدي الفاحش
قطع الفراخ البيضاء و الصوص الأيطالي هذا
شرائط الباستا، بل و الطبق الأبيض ..!!!
يا للعار .. فلتمت البشرية ..
فقد تركت الذبابة وجه ذلك الطفل القذر
و أستقرت مُتبجحة فوق تلك الملحمة الفنية..
أي قبح أعنف من هذا!!!!

***

من قال ان هذا طعام
و ذاك طعام؟
من قال ان رغيف الباجيت،
كرغيف الخمسة قروش
من أضاف كلمة رغيف السافرة بجانبيهما؟
فقد يتمشى كلب الفرّان فوق رغيف الخبز هذا
و قد يحوي بعض مسامير التغذية
و مخاط الخبّاز
و بعض ديدان المخبز ..
و سنأكل نحن ملء البطون ..
أما الباجيت .. و بعد هذا؟
لن يصلح بعد لشيء،
الا ان يطرح خارجا،
و سيكون من حظنا .. لو مررنا خارجاً.

***

لا تُكتب القصائد عن الصراصير
استوقف مخيلتك
قبل ان تبني خيالات أدبية،
بينما يتمشى الصرصار على الحائط..
لا يكتب الشعراء سعادتهم
يكتب الشعراء اكتئاباتهم فقط..
لا تنظر الى الصرصار بشفقة
لا تنظر الى الصرصار بحقد
الصراصار يصلح للتجاهل ..
هل ألتفتَّ يوماً لطفلة المناديل في الإشارة؟
لماذا تبدو مُتعاطفاً مع الصرصار إذن؟!!!

***

فكن أنيقاً و انت ميتاً
فليُلهمك شموخ الفئران،
فالكثيرون ماتوا قبلك
و سيموت الكثيرون بعدك
و لربما .. 
قابلت أحدهم في محطة القطار،
او ثلاجة المشرحة.
فأستعد لأستقبال أحبتك
بحذاءٍ غير متسخ..