Rustin Spencer Cohle

“I think human consciousness is a tragic misstep in human evolution. We became too self aware; nature created an aspect of nature separate from itself. We are creatures that should not exist by natural law. We are things that labor under the illusion of having a self, a secretion of sensory experience and feeling, programmed with total assurance that we are each somebody, when in fact everybody’s nobody. I think the honorable thing for our species to do is deny our programming, stop reproducing, walk hand in hand into extinction, one last midnight, brothers and sisters opting out of a raw deal.” Rustin Spencer Cohle

25/09/2010

كأن لم نكن

كأن لم تكن؟؟
و كأن لم اكن؟؟
و كأن تلك الرياح لم تقم!!
و الليالي لم تنم!!

و كأن تلك الزهور لم تتلون
و الأجنة في الأرحام لم تتكون
و كأن شمس النهار لم ترانا
و كل تلك القصائد لم تُدون

و كأن تلك الذكريات ملامح ضبابية
صباح بارد و نوافذ موصدة حديدية
و كأن قصة حبي العنيفة مجرد
اوهام مصورة كأفلام رمادية

انا و انت رآنا مرارا هذا المكان
نمشي فيحيونا .. من الجارية للسلطان
انا لمساتي هنا انبتت ازهارا
و انت عيونك اغرقت تلك الوديان

انا مررت بيديا على تلك الجدران
و انت ابتعت من هذا الدكان
هنا تشاجرنا و انتزعت منك يدي
و هنا عاهدتني بقبلات الأمان

هنا قلت انك حقا تهواني
و ان حياتك بدوني فارغة المعاني
و هنا هاديتني و احزنتني
و هنا بنيت مجرات ساذجة من الأماني

هنا وقفت كالبلهاء انادي
و تجمع المارة و احضرنا ذاك المنادي
و اخذنا نصيح بأسمك .. ولا احد يسمع
و انت رحلت بدوني .. دونما تتلامس الأيادي

هنا كجنين مجهض قررت ان انساك
و هنا كرحم يشتاق لطفل عاودت اهواك
و هنا غزلت حول كينونتك الوجود
وهنا مازلت اتوب عن خطيئة الأمتلاك


نحن كنا
انت و انا كنا ..
نحن كنا
و سنكون يوما مثلما كنا
و سيكون صباح السماء
و امطار شتاء
كدموع اعيننا
و انا سأبقى
حتى يأتي الربيع .. و ينتشلنا

September 9 2010

مغامرة

يا رجلا يقتلني بعدا
سأجازف
خائفة انا
و لكني سأجازف
سأرمي تلك التقاليد البالية
و سأصبر
و معك سأغامر
تقتلك الوحدة
و تخشى اقترابي
توحشك العزلة
و تتلذذ بأغترابي
لست ادري اسأخس
ما عاد لدي ما اخسر
اظنني
سأقامر
و ان خسرتك
فسأموت مرفوعة الرأس
كفارس مغامر

August 9 2010

اصل بابا يسوع شايفنا

كانت احدى الترتيلات التي نرددها منذ صغر الصغر.. حفظتها عن ظهر قلب و لكن الأن اجد صعوبة في تذكر كلماتها..  اذكر منها.. (صوتنا يبقى واطي واطي .. ما احنا كلنا ملايكة، ندخل غلى طراطيف صوابعنا.. اصل بابا يسوع شايفنا)
كنا نردد هذه الترتيلة دائما في بدئ مدارس الأحد او عندما يعلو صوتنا .. فتجد الخادم قد استنجد بالميكروفون و ابتدأ في ترتيلها لكي يحرج الجميع صامتاً..

ذاك الرجل في ذاك التعليم:
كنت صغيرة جدا, ولم اكن ابدا طفلة شقية و لم اكن اكاد اتحرك من مكاني و لكني كنت و بشدة امقت و اجهل سر حرص ابي الشديد على نظافة و جمال منزلنا، بالرغم من انني لم اكن فوضوية بالمرة الا انني كنت اجد ضيقا في اهتمامة الشديد بالمنزل و لم اجد سببا لهذا و لم اجد سببا اخر يدفع امي الى نفس الأعتقاد في هذا الأحترام المقدس لمنزلنا..
عشرات الأعوام تمر.. و يزداد حبي لمنزلنا و حبي الجنوني لأبي و امي ... ارى في كل حائط بعض الدموع و الأبتسامات ... اصبحت مريضة حبا بهذا البيت..



هذا الـ (إله) ... تراه دائما مرتبطا بالأذهان انه هذا الرجل (اللي (شايفنا) فمنذ حداثتك تستقي تعليما خاطئا غبيا يدعوك الى الهدوء في حضرة شخص ما لمجرد انه (يراك).
تعرف انه يجب الا ترفع صوتك او تجري بصوت او تُحدث ضوضاء طفولية بحذائك و انت تتمشى .... فهو (يراك)،
هذا الـ (إله) يجبرك على احترام منزلة بأن يضفي عليك صبغة ملائكية في اول الترتيلة مصحوبة بتهديد لطيف...(انه يراك).

بعد ان تعرف انه (يراك) تحاول جاهدا ارساء علاقة معه، و لكن لمجرد انه (يراك) و انت (لا تراه)، تجد ان منحنى تلك العلاقة قد انحرف مبتعدا عن اي مفهوم سوي لأي علاقة معروفة.
تبدو المحادثة شبه منعدمة و لأن رؤيته الكاشفة تخترقك و تخترق وجودك، حتى لتبدو طلباتك لأن تهرب من وجهه سخافات متبخرة في هواء رؤيته لك و طبيعة "الكشف" التي تبدو رافضة لأختيار الأبتعاد..
يترسخ مفهوم انه (يراك) في نفس الطريق مع مفهوم انك (لا تراه) فيزيد منك هروبا و يقينيا ان من (لا تراه) (لا يراك) او لا يرى ما تريد ان يراه .. تعرف انه (يراك) دونما اعلان او وجه حق او مساوة فأنت (لا تراه).


تحاول جاهدا التخلص من اصدء التراتيل البالية الغبية و تحاول جاهدا التخلص من كل مفاهيم ذاك القمع التي تصوره كإله احمق لا يفعل شيئا سوى ان يتوعدك بينما يراقبك .. و لكن تلك الرغبة الملحة في نفض غبار غباوات الأولين ينقصها شيء واحد.. و هو الشوق لأن (تراه).
تتوالى ايام و تبدأ تلك الرغبة في الرؤية تحرقك، تآكل اسباب الرفض، كونك تعرف بغباء ترتيلها، ايام تحاول فيها ان تقتل اشواق الرؤية تلك، ان تعتز بوجودك المحبوب كمن فُضلت عن الجميع في صورتك الحالية و التي تتعارض مع فكرة الرقابة الفنية تلك، تحاول ان لا تتواجد في محيط المُختبئين من الرؤية و هلعها، حتى تتعرف الى الكشف المتبادل، و الرؤية المتبادلة و المعروفة لك ايضاً.

لم اصمت قط لأستمع، و لم اصمت لأني اردت ان اصمت، و لكنني كنت اصمت دوما استهزائاً بهذا الخبل المُرتل الذي لم يصبني ابدا، اذ حال ما كانوا يسمونه جنوناً يوما عن اصابتي بالخبل.


November 2008

15/06/2010

الوقاحة - الدين الرسمي

Saturday, 05 June 2010 at 17:54

منذ ان تغيرت جميع اشكال الحماية الألكترونية في موقع الفيس بوك, و منذ ان اصبح منبر من لا منبر له و هو يثير فيا حالة من الأشمئزاز و السخرية بل و ارثي لحال كل من تمسك به كحزب قومي .. او منبر سياسي لا غنى عنه.. او كصالون ادبي يومي مدعو اليه العامة و الصفوة... مضحكين

تبنى الكثيرين هذه الأيام نهجا -اسفة ان ادعوه نهجا - الا وهو السفالة الشديدة التي لا ارى انها تمت لأي مبدأ انساني او حتى بهيمي بصلة - مع الأعتذار ايضا للبهائم - حتى اضحك جدا من تلك المسرحيات المُمثلة امامي و التي اتابعها اما بصمت او بتعليقات شخصية جدا و التى سرعان ما تتحول بدورها الى قضية عامة تهم الأمن المركزي...


اهلا بك يا حمارويه
يمتليء الفيس بوك على امة عينه بالملحدين... اسفة ايضا لأن اطلق عليهم ذلك فأنا سأتجاهل تماما كل الملحدين الحقيقيين اللذين اعرفهم و سأتحدث عن الصفوة المثيرة للأشمئزاز...
مجموعة من التخبطين اللا شيئيين... اللذين لا يعرفون شيئا سوى ان محمد كان مجرم حرب كداب و المسيح مكانش موجود اصلا و موسي كان صهيوني عميل....اكبر معلوماتهم عن اي حاجة 2 فيديو يوتيوب الحادي و السيرة الذاتية لريتشارد داوكينز و الأسم الحركي المشتق اما من اي ملحد شهير او من اي حاجة معلوماتي الضعيفة مش فاهماها

هؤلاء هم اقذر من قابلت في حياتي... مدعين و مقززين.. يتشدقون بأنتمائهم لأصعب المذاهب الأنسانية الا و هو الألحاد و هم لا يمتون بصلة للأنسانية... يمتهنون الأهانة و يتراقصون متوددين للجميع..

لابد ان تدخل بها....
هؤلاء المدعين يضاجعون الفكر في كل الأوضاع الممكنة...كل مدعي له اصدقائة وهم مجرد حاشية يدافعون عن كحكحتة المريضة.. صديقاتة يتشدقون بحريات زائفة مثلها مثل اني احبك في الله يا اخي

لماذا لا يصلح؟؟؟ هل هو رجس من عمل الشيطان
الفرقة الثانية ... هم حماة الحمى و حاملى اعلام الفضيلة و الأيمان .. لكل منهم دين خاص ذو خلفيات لأحدي الدينيين اللذان اصبحا سبب تعاسة للعالم اجمع، هذا الفريق هو من اغبى البشر على الأطلاق حتى ان عقولهم مازالت تقبل ان تمشي وراء كل ما هو ارهابي و متطرف..

هؤلاء يتبنون الأغلاق كحملات توعية تنظيم الأسرة، تكمت حقارتهم في انهم يختبئون خلف قيم من المفترض انها تسمو بالعقول.. هؤلاء مرضي بالخوف و الغباء يعرفون في دواخللهم انهم مرضى، و يصرون على نقل عدواهم للجميع علهم يستخلصون علاجا يوما

لأذبحًنك ذبح البعير...
على استعداد تام لأعلان انك خاطي او كافر.. حسب المسمى، و على استعداد اكبر لتخليص البشرية من سمومك بأي شكل حتى نسمو للعلا و الرخاء
يهينون كل شيء بدءا من انسانيتك و رجولتك و انوثتك و شرفك و حتى وجودك حتى لتظن انك مجرد حفيد لبعزبول انجبه في احدى جولاته الأرضية...

انا لم اطلب الا منديل...
هؤلاء... ويالجمالهم... لا يعرفون ولا يطلبون و لا يختبئون خلف اي ستار حتى، و لكنهم يدعون الأنتماء للأنسانية، فهم دائما و ابدا يسعون لخيرنا جميعا.... يكرهون السياسةو لا يعبئون بتوجهك الديني... هم فقط يريدون ان يعرفونك في الأنسانية.... يتلونون بكل الأشكل... و هم احقرنا
يتخبطون فيختبئون و يعودوا فيظهرون...
هؤلاء قد تجدهم و قد تحولوا لوحوش كاسرة بل وكلاب ضالة... استمتع بمعاركهم الضارية جدا حين تتساقط الأقنعة

ابتااااااه... ما هذه السيقان الذي ارى
هؤلاء و هم الفاكهة... اطفال الموقع... يضحكوني من كل قلبي... منتمون... لا لأفكار ولا لشخص كينونتهم... بل لأشخاص و توجهات شخصية لأشخاص ..
فارغي الوفاض.. مهللين.. دائما منبهرين, معجبين.. ثرثارين و مزعجين.. هؤلاء مجرد اطفال..

انهم يتبعون دينا جديدا... فماذا نحن بفاعلون؟ ؟؟
كل هؤلاء و لأول مرة يجمعهم شيء واحد... الا وهو الوقاحة و الصفاقة..
كما قلت قبلا, يرى كل البشر ان في رأيهم كيان شخصي و بكوننا بلد يتملمه القمع فقد اصبح الفيس بوك حقا منبر من لا منبر له,عض قلبي و لا تعض كلامي..

بالظبط كما الحال عندما يقفز احدهم من فقر و لو كان معقولا الى غتا و لو كان بسيطا, فأختلاف الطبقات قد يصيبه بلوثت اجتماعية و تبقى الأصول كما يقولون دائما مختلفة... هكذا الحال.. نحن امتهنا التخلف و الرجعية... لم نعد ادميين.. ان تدع لنا رأيا.. فأنظر النتيجة..

المتشدقين بالحرية تجدهم اول من يهاجمها اذا ارادها اخرين .. المدافعين عن المرأة قةادين.. الملحيدن ملتحين و المؤمنين فجار..

لأول مرة ارى مجتمع يتفق فقط على السفالة... على الأبتذال على امتهان الأنسانية.. و نحن نجحنا حقا في هذا.. لذا فأنا ارى ان كل هؤلاء يجب و بشدة ان يجتمعوا تحت دين واحد.. مبادءه الوقاحة و صلواته سباب سافر و قدسيته دعارة

ارى كل هؤلاء في هذا الدين الجديد... اقله لن يختلف اصحابه على المباديء او التفسيرات و التأويلات....

سيرى الكثين شديد التحامل من كلامي و لكن كالعادة.. انا في شدة الأسف.... هذا و بمنتهى الصدق ... ما ارى

02/02/2010

نهار خريفي


احبه
عرفت دوما الخريف بطبيعتة القاتمة....
ليل صامت مخيف يسيطر في غضب على اشجار متُألمة ...
قوي جدا و في شموخ اشجاره سحر يشعل رغبات حالمة.
وريقات تتحامل على اغصانها في غابات متهالكة،
تتطاير لتتهاوى امام شرفتي في صباح خريفي بلون الغسق.

احببت اللون الأصفر...
باهت، حزين، معالمه مطموسة..
مشوه، تراه صارخا من شدة رياح هوجاء،
تحمله معها حيث لا يدري و دونما يشاء.
لا شخصية له، رغم كونه احد الألوان الأساسية
و برغم قوة تأثيره الشديدة ... تراك ترثي لحاله.
أري فيه جمالا خريفيا اخاذا،
كشقراء في صباح بارد يميل وجهها للأصفرار، الذي لا شخصية له...
فهذا اللون الأصفر هو نتيجة خريفية قاتمة.
فالأشجار ليست صفراء
و الأوراق ليست صفراء
و فروع الأشجار ليست صفراء
و السماء ليست صفراء
و دموعي التي اختلطت بأتربة الخريف .... ليست صفراء.

احبه....
ارى في الخريف شموخا و تحدي....
وفي الوانه الصفراء خضوعا و تخفي...
اشجارا صامدة رغم قسوة رياحه المتجبرة
كما كنت يوما في شموخي الأنثوي الغجري
تتطاير وريقاته كخصلات شعري المتدلي
تجذبني يمنة و يسارا ....
يتهالك ... يتداعي .... و يتساقط....
و يشيب انحلاللا و احتراقا .... فيحال الى اللون الأصفر ...

امام شرفتي و مع اولى الوريقات...
تنعكس الأضواء امام جدار غرفتي الأصفر.
يتزين باقنعة صفراء اكثر بهتا من قناعاتي،
التي باتت بالية ... امام ادماني القاتل لأقنعتي..
اخطو مطرقة الرأس، اخشى اقترابا من مرآتي
اتحسس بيدي جداري العتيق.... و اتناول في خجل..
اقنعتي..
واحد تلو الأخر....

امرأه البدلة السوداء:
شتوية الملامح .... متجهمة...
شعر بني مرفوع كلون مكتبي الكريه.
نظارة طبية سوداء،
تخفي عينين خضراوين و رموش بنية كأتربة خريفي العزيز..
يرونها قوية، ناجحة، عملية,,
احيانا جميلة... شامخة
مداعبة.. صادة... رقيقة... عنيفة...
اقضي معها الكثير، و العنها كل يوم في بكاءاتي.....
اطول اقنعتي، امضي معة اجمل اوقات نهاري...
يأكل سنين عمري القصيرة ... يحرقني في نشوة
و يعلن بعد انتهاء عمله... يوميا... انتصاراته.


أمراة التنورة البيضاء:
ربيعية الطلعة....
ابتسامتها الطفولية تغطي عيناها الواسعتين
شعر حريري متدلي
عينان ضاحكتان،
صوت عفوي رنان.
قلما ارتديت هذا القناع...
افتقده... و اذ اعانقه... ابلي معه بلاءا عبقري.
حولي الكثير، اصدقاء - كما يظنون - قدامى.
اتظاهر بالسعادة من ذكريات وهمية..
الهو و اسمر و استعيد الماضي السعيد...
كلمات و ضحكات و مواقف توقف عندها الزمن.
مراهقة زمنية تقتل من عمري ساعات في الم جهوري،
يعتصر في قلبي جمودا ويحيي اشياءا ماتت موتاً وقتي احمق..
يرثي توقف نبضاتي عن الحنين الى ماضي.... هم يحبوه.


امرأة الفستان الأحمر:
صيفية الملامح ..... عينان شرقيتان ساحرتان.
شعر غجري يتراقص مع ردائي الدموي القاني.
كعب حذائي الرفيع، و موسيقى صاخبة تدوي مِن حولي.
انجذاب ناري... هوى مجنون احمق...
الكل يتمناها.... و الكل يظن فيها الحلم الليلي الأحمر.
انثي حارقة.... قدماها معبد يؤمه الألاف..
يداها بقايا مقدسة ... تقبيلها كتمتمة تعاويذ الخلاص..
العن كل ملامحها...
اتأمل هذا القناع يوميا في اختلاءاتي،
جمال شيطاني... صوت كحفيف افاعي ....
عاهرة العقل.... اكرهها و اكره قواها الكاذبة.
اخشى جنونا منها يفتك بأستكاناتي...... و يقتلني.


ليل خريفي فاتر....
جدار غرفتي الأصفر الباهت
اقنعتي... و قناعاتي
اخطو ببطء شديد نحو المرآه،
احاول ان استعيد ملامحي المهترأة بفعل اقنعتي الكاذبة.
كتبت قصاصات ورقية تذكرني بي دوما قبل وصولي للمرآه.
انا الحزن... وجه الخريف
جسد اصفر عاري ....
أطلت شعر البني ليغطي قبح عري اثامي.
صفعات زمنية .... و الم دهري.
صرخات مدوية  في لقائي بالمرآه
حقيقة عابسة...
اهرول مسرعة نحو شرفتي.
اوراقي الخريفية تعبث بوجهي،
و أخيراً، تحتضني.
تعيدني اليها ... الى خريفي التام.
اختلي بكتابي و موسيقي كلاسيكية عالية..
وقطرات دموع يظنونها تنتظر ربيعا....
بينما اصر انا على على اعتناق الخريف دينا..........و احبه.

26/01/2010

الوان حبك

ترى كيف سيكون حبك؟؟

قويا؟

حنونا؟

كربيع ادونيس يزهر اشجارا

كقيثارة ابوللو تنشد في هواي اشعارا؟

ترى هل ستحتويني ثنيات قلبك؟

******

طويلا؟

ام قصيرا؟

كسنين يعقوب العاشقات؟

كسحر الحور و الجنيات؟

ترى هل ستفني في هواي عمرك؟

******

علنيا؟

ام خفيا؟

هل سيهزمنا انتحارا؟

ام سنعلنه انتصارا؟

تري كما الأن.. سيذهلني قربك؟

******

بعيدا؟

ام قريبا؟

كعطيل سيقتلنا شكك؟

كأنطونيو يصرعنا وطنك؟

ترى هل ستهجرنني لتتوحد و قلمك؟

******

عاقلا؟

ام غاضبا؟

ستهد المعبد على سنيني؟

ستبدأني ام تنتهيني؟

هل ستنهل من شفتاي فنك؟

******

حالما؟

صارخا؟؟

ستمارس حبي في شبق مجنون؟

ام سيقتلنا السكون؟؟

ستآخيني و تسلم للعاشقات جسدك؟

******

مريضا؟

ام سويا؟

ستراقصني كحبيب غجري؟

ام تقبعني كأحمق بدوي؟

ستجادلني و تهزمني .. ام يثير انتصاري قلقك؟

******

حكيما؟

ام متهورا؟

كحماقة اورفيوس ستنعيني؟

ام بسحر لانسلوت ستقتنيني؟

اسيأثرني غيرك... و تتركني اعاني بعدك؟

******

فارسا؟

ثائرا؟؟

ستعبر من اجلي انهارا و بحارا؟؟

و تأخذ لعيناي من السماء تذكارا؟؟

ستملني ام سيتجدد في هواي وجدك؟

******

يا حبيبي

اسلمني حبك و لو كان ظلما

اروني يوما

و لو سأموت بعده ظمأٍ

اعشقني و بسكين رحيلك افنيني

و لكن و لو لساعة... اسكرني بخمور لا اعرفها

خمور عشقك


لك ملهمي
j.F
December 27th 2009

في مترو الأنفاق



علاقتي بمترو الأنفاق علاقة سطحية للغاية، فكل الأماكن التي تلزمني استعمال المواصلات العامة كانت لا علاقة لها بالمترو الا عملي الأخير.

كنت استقل المترو الى التحرير (محطة السادات) يوميا ... كنت في طفولتي من عشاق وسط البلد، عندما اخرج من جدران المحطة، اعتقد في سذاجة بلهاء انني سأري نفس الوجوه التي اعتدت رؤيتها في الأفلام القديمة، مرتادي جروبي، او سأري وجوه كتاب او شعراء و ثائرين او انني سأرى سحر خاص لا اعرف اين مصدره، ربما لأرتباطي العاطفي بوسط البلد، فهي تمثل لي ضحكا و دموعا و اشياء اخرى ملهمة و اصدقاء . لذا فقد ظننت ان تجربة عملي بها ستكون تجربة مميزة او على الأقل ممتعة...

تبدأ رحلتي مع المتسولة الجميلة و طفلتها القبيحة.... لا أرى هذه المرأة الا و هي تقوم بأطعام طفلتها او ارضاعها.. صدرها العاري يشعرني بالبرد احيانا.

يذكرني المترو دائما بالحمام ... ففيه ترى كل الممنوعات و الموبقات احيانا....

قررت عدم اللجوء الى الحل الأسهل وهو ركوب العربة المشتركة، فبدون نقاش التصق الملايين بظهري، و لا ادري هل تحول جميع المصريين الى عشاق للمناطق الخلفية ام انني – كما سيبرر الجميع - ارتدي ملابس فاضحة و "الشباب تعبان".
بغض النظر عن الأحتكاك الخلفي يوجد احتكاك الأصابع .... للمصريين خيال مريض فعلا و كأنه ان لمس اصابعي فقد ارتاح و زالت هواجسة المريضة... او التتنيح الى وجهي حتى يتمم خيالاته الوضيعة و التي تجعل وقوفه متزنا مهمة انتحارية مؤلمة... فتحول وقوفي في المترو الى محاولة للهرب... الأعمدة الحديدية فاشلة و التصاق ظهري بالباب المواجه لباب النزول هو الحل.. و لكن الفرصة للوصول الي الأبواب اشبه بالمستحيل.

في احد الأيام سمعت رجلا يقسم لصديقه انني لست مصرية، لا اعرف بسبب ملابسي التي تميل الى الشكل الأهبل، و هو لمن لا يعرفه شكل يميل الى التغطية، كما يبدو في الرداء الهندي، أم بسبب شعري الذي لا أجيد تصفيفه، حاولت جاهدة ايجاد حلا للحد من النظرية التي تربط بين عدم تغطيتي لشعري بكوني انتمي للفئة الأخرى من المجتمع.....ربط اي امرأة ترتدي ملابس تكشف ذراعيها مثلا بكونها من القلة الدسيسة و بالتالي ربط ملبسي بمشروعية التحرش بي.
بعد ان اقسم له انني اجنبية، لم احاول خلع نظارتي او الألتفات، في محاولة لتأكيد صحة ابتكاره... و ظننت يااااه ... لن يقترب – تجلي لسذاجتي مرة اخرى - و لكنه اقترب و التصق بظهري بعد محاولة فاشلة للهروب و هنا انفجر صوتي في رعب شديد (بعبارة اقرب الى الردح لا داعي لذكرها) .... فبمنتهى الصراحة... اخشى المتحرشين، فعندما تسيطر فكرة وضيعة على عقل شخص ما و يستجيب برد فعل وضيع ايضا فهو في رأيي في حالة انفصال عن الواقع للحظات لا يرى فيها سوى هدفه.. ايا كان هذا الهدف....وهذا مخيف.

و كانت هذه اخر قفزة في العربة المشتركة.... ليس فقط بسبب التحرش، و لا لأنني مللت النظرات السخيفة و التعليقات الأسخف التي لا حد لها حتى من العجائز .. ولا بسبب صدمتي من عدم وجود رد فعل من اي رجل في العربة .. او حتى امرأة، و لكنه فقط الخوف.
في بلدنا يتبنى الجميع مبدأ... ( اللي تنزل تشتغل تستحمل) ... بالطبع لم اطلب ان يقف احدهم لأجلس، و لا ان يتركني اغادر العربة قبله.. فهذه التفاهات ليست الزامية لا تهمني ولا تفرحني اصلا و لكن ان كان المطلوب احتمال السخافات و اشارات الأصابع الحقيرة و الكلمات الأحقر، ناهيك عن نظرات التشفي المقززة من السيدات او القبيحات، و كأن الجمال عار يجب اخفاؤه او كأنني يجب ان اخفيه ان كنت متضررة من التحرش..... فشكرا.

في عربة السيدات ترى ما لا يمكن لأي رجل تخيله، انفجر ضاحكة في بعض الأحيان حتى انهم ينظرون اليَ على اني كائن فضائي، و لكنني اتابع الضحك...بلا توقف.
اضحك من نفسي عند محاولتي استنكار ما يحدث لأجد كلمات انجيليزية خارجة تخرج من فمي لترسم على و جوههم الكارهة علامات احترام خائفة ... فأعاود الضحك..

يصفني البعض بالجرأة الى حد الوقاحة.... ازدادت غرابة البنات المصريات خاصة مستعمري الطبقة الوسطى. تناقشت فتاتان حول قضية لون عيناي و ان كانت عدسات لاصقة.... وان كانت تتماشى مع لون شعري وكيف ان اسراء جارتهم منتقبة بسبب جمال عينيها. كنت استمع للحديث، و اذا بأحداهم تنظر اليّ رافعة صوتها في نبرة تهديدية  ناظرة الى صديقتها و ترمقني بطرف عينهيا
* في حاجة يا سمر؟؟؟
اصلك بتبصيلي....
ابتسمت ابتسامتي البلهاء مرة اخرى ....
انفتح الباب... ظهر بعض الفتية.... نعتني احدهم بكلمة وقحة..
لم التفت و لم ينقذني الباب.

بغض النظر عن كل ما يقال او يذاع من احاديث عن النقاب و كونه ليس من الدين و تاثيره على المجتمع، فكل هذا محض رفاهية، فالشعب المصري يرى في المرأه المنتقبة .. مرأة حقة، محصنة.. تحترم انوثتها و تقدس جسدها.
و ان وقع الأنسان المصري في اختيار لمساعدة او حب او تقدير او تعضيد، سيختار المنتقبة,, فما بالك ان كان سيختار بين مساعدتها او احترام امرأة تبدو - مثلي-..

كنت اقف ممسكة بالعمود الحديد بجانب فتاة جالسة على طرف المقعد و تقرأ في كتاب ما بكامل تركيزها ... ثم بين الفاصل الأعلاني بين المحطات دخل كائن انثوي مكفن في الرداء الأسود -لست ادري عقدها العمري طبعا- ووقفت بجانبي لأتوسط ذات الرداء و ذات الكتاب.
مرة اخرى التقت عيناي بلوحة االمحطات في محاولة استجدائية لجذر الوقت السخيف....
ينفتح الباب, تغادر الفتاتان: .... "على فكرة انتي مزة"....
تقف الفتاة بجانبي ممسكة الأسطوانة الحديدية، تشاور للفتاة المنتقية لإجلاسها....
تمنيت فعلا لو انقذني الباب.

دعاء الركوب:
من اولى النصائح التي توجه الى اي اجنبي او اجنبية قادم الى مصر هي تجنب الأتصال بالأعين، فالشعب المصري متطفل جدا.. تجد الجميع ينظر بل و يبحلق، و بالتالي اتبعت هذه النصيحة ايضا، اضع نظاراتي الطبية ولا احاول النظر الى ايا كان.
ينظر البعض الى الفرد المختلف نظرة امتعاضية سخيفة، كأن الأخر هو سبب تعاسة الجميع، و لكن بعد هذه المفارقة.... ازدادت النظرة الأمتعاضية..

* السلام عليكم يا جماعة
*** يتمتم البعض رادين التحية
* نقول مع بعض دعاء الركوب:
بسم الله
الحمد لله
سُبْحانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ
وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنقَلِبُونَ
الحمد لله الحمد لله الحمد لله
الله اكبر الله اكبر الله اكبر
سبحانك اللهم
اني ظلمت نفسي فأغفر لي
انه لا يغفر الذنوب الا انت...

لا اعرف لماذا اود لو ان تنشق الأرض و تبتلعني في هذا الموقف.. كما قلت تزداد نظرات الأمتعاض بل و الأشمئزاز من كوني دخيلة على هذه الوصلة من التدين الساذج..
يرن جرس تليفوني في اغنية صاخبة لشاكيرا.... ينفتح الباب و استنشق نسيم العنصرية.

امرأة في اوائل اثلاثينات.... تبيع بعض الشرابات الحريمي... الـﭬوال
تشتري منها امراة في اوائل الثلاثينيات ايضا، ترتدي ملابس يبدو جدا انها باهظة الثمن و حذاء يتكتك تكتكة موسيقية لذيذة، تخلع حزائها، و تخلع الشراب القديم... ثم تجلس عارية القدمين الى ان تفك الشراب الجديد من علبته .... و ترتدية..

الأداب العامة اختزلت في تغطية الوجة و الرأس و العقل, لم اُذهل كثبرا مما رأيت، و لكني شعرت ايضا ان حتى التفاتي لحدث كهذا يبدو متفرد وان عربة السيدات تعني ان يتخلى الجميع عن مباديء الأداب و اللياقة، ثم تيقنت بأن تلك الأشياء ايضا نسبية و لكن المنظر العام لم يبدو كما بدا سيكون.
التفت بعيدا لئلا ابدو مرة اخرى كالكائن الفضائي الدخيل... ففوجئت بأمرأة ممسكة بمرآة و ملقاط تقلم حواجبها...
وهنا كان يجب ان ينقذني الباب.

المرأه عموما لا تخجل التعري امام إمرأه مثلها... ففي جميع الثقافات كانت حمامات النساء مكانا لتبادل الحكايات و قد كان العري قديما ليس بنفس الشأن المتعارف عليه الأن..
في المترو رأيت امرأة تحمل طفلا صغيرا و حان وقت اطعامة... من صوت الأكياس و الخربشة المزعجة و لقائي بوجهها عرفت انها ستقوم بأرضاعه, فأشحت وجهي لتجنب احراجها...
و لكن الغريب انها قبل ان تبدأ.... (كنت اجلس امامها) بسبست لي منادية و قالت:
*هو انتي مسيحية....؟؟
ابتسمت ابتسامة ازبهلالية موافقة..
*قالت: ممكن متبوصيش لغاية ما أرضعه...
تباعت ابتسامتي البلهاء ووقفت من مكاني و اعطيتها ظهري...
ردت عليها امرأه اخرى: مفيش مشكلة مادام ست زينا
*ردت هي: معلش اصلي كنت منتقبة
ردت المرأه: و ايه المشكلة
*قالت: اصل جوزي .....
و انفتح الباب اخيرا و انقذني من استكمال الحديث عن ناظر عزبة الحريم... زوجها.

كانت اجواء المحطة ما ان فتح الباب هي مكان انفجار ضحكتي الساخرة.. الساخرة جدا, كتمت ضحكتي سريعا..
شعرت ان احشائي ستنفجر من كتم الضحك, اندمجت مع الأغنية في اذني 3Doord Down… She don’t want   the world …اعادني المارة من سائحين الى احتمالية فردية ما رأيت .. التقيت بأجمل وجه صباحي في وسط البلد... بائعة الفلنات الضاحكة دائما.. ابتسمت ثانية... لمس احد المرضى صدري، لم التفت ... رميتة بعلبة البيبسي .. اوقفت التاكسي و ما ان دخلت حتى تابعت  الضحك... ظن السائق انني اتحدث في الهاتف.
بعد نزولي، مازالت الأغنية ترن بأذنيّ، التقيت بأظرف وجوه وسط البلد.. العجوز الشمطاء ذات الفستان الأصفر.. ثم بواب العمارة الذي توقف عن تحيتي ()صباح الجمال) في رمضان.

مترو الأنفاق... اعمق الأهانات التي وجهت الى نفسيا، اكثر الأماكن عنصرية ارتدتها في حياتي..
لست ادري ان كان هذا تفكيري وحدي و لكنني لفترة ليست بعيدة, ارتبط التطرف و العنصرية بذهني بالرجل, لم اتوقع او بدقة اكثر لم اربط اي تفكير للعنصرية بالمرأة , وخاصة في المواصلات العامة!!و اقصد المرأة الراشدة, لأن الأطفال يعكسون عنصرية طفلة مستمدة من الأهل و حصص الدين...
لكن المرأة ... الفتاة في سني, السيدة العجوز في عمر جدتي, المرأه الحنون التي تذكرني بأمي.. لم اربطها ابدا بأي ميول للكراهية او الحقد و التطرف, و قد اثبت المترو ايضا ضيق افاقي بل و سطحية نظرتي.

لا ادري لم يصر مجتمعنا على الأهانة, و خاصة اهانة الأخر.
الرجل يكره المرأه, و المرأه تكره الرجل و الأثنان يشتركان في كره اصحاب كل نقاط الخلاف الأخرى و الجميع في النزاع يميل الى الأهانة، المرأة تمارس نفس القهر المجتمعي على نظيراتها، كلهن مجرمات في حق أنفسهن أولا .. النساء قبيحات جداً في هذه العربة. 



December 2007

المترو اللعين

النهاردة و انا خارجة من سلم محطة التحرير.... الساعة 8 الصبح ... الدنيا كانت رايقة و هادية جدا على اساس ان النهاردة السبت و كدة.
و بعد ما استفزتني المخلوقة العجيبة اللي واقفة على مكنة التذاكر... وقفني راجل عجوز جدا....
بنتي .... يا بنتي.... قلتلة نعم...
انا بكل غباء افتكرتة عاوزني اعديه... راح قالي... غطي شعرك يا بنتي... و استري نفسك.

طبعا كل الفيس بوك هيقول اني بخترع و اني بتجنى على الشعب المصري اللي قلبة ابيض زي الفل و الناس الطيبيين الحلويين اللي ماليين الشوارع.

حبيت بس اقولكوا الكلمتين دول... و مرة اخرى... جاتنا القرف.

بس فعلا كان نفسي اعرف قصدة استر نفسي ازاي... دا احنا اصلا في الشتا... يعني كنت اكيد ساتراها.
:DDD

25/01/2010

الكلمات

انا

انا وان قلت حبا فأنا اقول
انا و ان قلت كذبا فأنا اقول
انا و ان قلت كفرا فأنا اقول
انا وان قلت وحيا فأنا اقول

انا العبرات العابرات
الهاربات في القلب ساكنات
القاتلات المحييات
انا الحياة و بدوني موتا... فأنا الكلمات

انا العاشقات الحائرات
الثائرات القابعات
القاهرات المقهورات
انا كل تناقضات الحياة... فأنا الكلمات

انا الغاضبات الغنجات
انا كبرياء الغجريات
و احتراف الساقطات
انا كل معاني صندوق الحياة... فأنا الكلمات

انا المخلصات الخائنات
الصابرات الجريحات
انا الأفكار الجديدات
انا كل ما تخشاه... فأنا الكلمات

انا التعقل و انا الجنون
انا رحيلك و انا السكون
انا انتصارك وانا انهزامك
وانتحارك وشكك و الظنون... فأنا الكلمات

انا الغدر في رحلاتي الساخطات
وفي رحيلي تتوسلين بقربي ساعات
انا انتهيت و ورائي مثلك صريعات
فقد خذلتيني ولن انتظر... فقلما انتظرت الكلمات